کد مطلب:241012 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:114

لیبلغ الشاهد الغائب
روی الكینی رحمه الله بإسناده عن مروك بن عبید عن محمد بن زید الطبری قال:

«كنت قائما علی رأس الرضا علیه السلام بخراسان، و عنده عدة من بنی هاشم، و فیهم إسحاق بن عیسی العباسی فقال - أی الرضا علیه السلام -: یا إسحاق بلغنی أن الناس یقولون: إنا نزعم أن الناس عبید لنا!؟ لا و قرابتی من رسول الله - صلی الله علیه و آله - ما قلته قط و لاسمعته من آبائی قاله [كذا] ، و لابلغنی عن أحد من آبائی قاله، و لكنی أقول: الناس عبید لنا فی الطاعة موال لنا فی الدین، فلیبلغ الشاهد الغائب». [1] .

توهم المتوهم من الناس أنهم عبید لآل محمد -صلی الله علیه و آله - فی الخلق و الصنع كما ربما یفهم من الكلمة العلویة: «فإنا صنائع ربنا و الناس بعد صنائع لنا». [2] فی كتابه علیه السلام إلی معاویة. و لابن أبی الحدید شرح لها نقلناه عند المثل: «الإمام كالشمس الطالعة». [3] و نظیرها المروی عن الناحیة المقدسة: «و نحن صنائع ربنا و الخلق بعد صنائعنا» [4] و لعل هذا أدل علی العبودیة فی الخلق و الصنع و الأصل قول جدهم أمیرالمؤمنین علیهم السلام فإن فقرة «صنائع ربنا» صریحة فی كونهم مخلوقین له تعالی. و فقرة «و الناس بعد صنائع لنا» لیست كذلك بل كلمة «لنا» دالة علی النفع المراد به الخدمة و أن الناس لهم خدم و مطیعون و لاحتمال المعنی الآخر غیر المقصود صرح الرضا علیه السلام بقوله: «الناس عبید لنا فی الطاعة موال لنا فی الدین».

«لیبلغ الشاهد الغائب».

أی لیوصل الخبر وجوبا الشاهد له من غاب عنه، و هی كلمة سائرة علی الألسن



[ صفحه 407]



تضرب فی الاهتمام بالقصة، و منه وجوب أداء الشهادة و لها أحكام كثیرة فی الفقه و قد جاءت آی من القرآن الكریم منها: «و لاتكتموا الشهادة و من یكتمها فإنه آثم قلبه». [5] و الوجه فیه المثل السائر: «الشاهد یری ما لایری الغائب» ذكرناه فی الأمثال النبویة [6] و النبوی: «خیر الشهداء: الذی یأتی بشهادته قل أن یسألها» قیل: هو مثل فی سرعة إجابة الشاهد [7] .

و أصل الشهادة الإخبار بما شاهده، و الشاهد و الشهید: الحاضر فإذا اعتبر العلم مطلقا فهو العلیم، و إذا أضیف إلی الأمور الظاهرة فهو الشهید، و إذا أضیف إلی الأمور الباطنة فهو الخبیر [8] .

و لاریب فی اعتبار الإبصار فی الشهادة و منه المثل النبوی: «هل تری الشمس علی مثلها فاشهد أودع» [9] فلا یكفی الحدس و الترأی فیها.

ثم الرضا علیه السلام یرید بالحدیث المذكور تقدیس المعصوم عما یدنسه و لیس هو كأحد الناس.



[ صفحه 408]




[1] أصول الكافي 187:1، أمالي الطوسي 21:1 أمالي الشيخ المفيد 253 مع اختلاف في اللفظ.

[2] النهج 182:15، كتاب 28.

[3] حرف الهمزة مع الميم، شرح النهج 194:15.

[4] الاحتجاج 278:2، البحار 178:53.

[5] البقرة: 283.

[6] ج 474:1، رقم المثل 302 حرف الشين مع الألف.

[7] لسان العرب 240:3، في (شهد).

[8] المصدر ص 239.

[9] الأمثال النبوية 343:2، رقم المثل 631، حرف الهاء مع اللام، الوسائل 251 - 250/18.